فصل: قال ابن قتيبة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال ابن قتيبة:

سورة التوبة:
1- {بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} أي تبرؤ من اللّه ورسوله إلى من كان له عهد من المشركين.
2- {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ} أي اذهبوا آمنين أربعة أشهر أو أقل من كانت مدة عهده إلى أكثر من أربعة أشهر أو أقل فإن أجله أربعة أشهر.
3- {وَأَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} أي إعلام. ومنه أذان الصلاة إنما هو إعلام بها. يقال: آذنتهم إذانا فأذنوا إذنا. والأذن اسم بمني منه.
{الْحَجِّ الْأَكْبَرِ} يوم النّحر. وقال بعضهم: يوم عرفة. وكانوا يسمون العمرة: الحجّ الأصغر.
4- {وَلَمْ يُظاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا} أي لم يعينوه، والظهير: العون.
{فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلى مُدَّتِهِمْ} يريد: وإن كانت أكثر من أربعة أشهر. هؤلاء بنو ضمرة خاصة.
5- {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ} وآخرها المحرّم.
{فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ} يعني من لم يكن له عهد.
{وَخُذُوهُمْ} أي أسروهم. والأسير: أخيذ.
{وَاحْصُرُوهُمْ} احبسوهم. والحصر: الحبس كُلَّ مَرْصَدٍ أي كل طريق يرصدونكم به.
8- و(الإلّ): العهد، ويقال: القرابة، ويقال: اللّه جل ثناؤه.
و(الذمة): العهد.
16- (الوليجة): البطانة من غير المسلمين، وأصله من الولوج.
وهو أن يتخذ الرجل من المسلمين دخيلا من المشركين وخليطا وودّا.
28- {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} أي قذر.
{وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً} أي فقرا بتركهم الحمل إليكم التجارات.
{فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ}.
29- {حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ} يقال: أعطاه عن يد وعن ظهر يد: إذا أعطاه مبتدئا غير مكافيء.
30- {يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ} أي يشبهون. يريد أن من كان في عصر النبي صلّى اللّه عليه وسلم من اليهود والنصارى يقولون ما قاله أوّلوهم.
31- {اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْبابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} يريد: أنهم كانوا يحلّون لهم الشيء فيستحلونه. ويحرّمون عليهم الشيء فيحرمونه.
36- {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} ثم قال: {ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} أي الحساب الصحيح والعدد المستوي. والأربعة الحرم: ذو القعدة وذو الحجة، والمحرم، ورجب الشهر الأصم.
وقال قوم: هي الأربعة الأشهر التي أجلها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وعلى آله وسلم، المشركين فقال: {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ}. وهي: شوال وذو القعدة وذو الحجة والمحرم. واحتجوا بقوله: {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} [سورة التوبة آية: 5]، وأنكروا أن يكون رجب منها. وكانت العرب تعظم رجب، وتسمّيه منصل الأسنّة ومنصل الألّ، لأنهم كانوا ينزعون الأسنة فيه والألّ وهي الحراب. ويسمونه أيضا: شهر اللّه الأصم، لأنهم كانوا لا يحاربون فيه لأنه محرم عليه. ولا يسمع فيه تداعي القبائل أو قعقعة السلاح. قال الأعشى:
تداركه في منصل الألّ بعد ما ** مضى غير دأداء وقد كاد يذهب

وقال حميد بن ثور يصف إبلا:
رعينا المرار الجون من كلّ مذنب ** شهور جمادي كلها والمحرّما

يريد بالمحرم رجبا.
وأما قوله: {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ} فإنما عني الثلاثة منها، لأنها متوالية، لا أنّه جعل فيها شوّالا وأخرج رجبا.
ويقال: إن الأربعة الأشهر التي أجّلها رسول اللّه المشركين من عشر ذي الحجة إلى عشر ربيع الآخر، وسماها حرما لأن اللّه حرم فيها قتالهم وقتلهم.
37- و{النَّسِيءُ} نسء الشهور وهو تأخيرها. وكانوا يؤخرون تحريم المحرم منها سنة ويحرمون غيره مكانه لحاجتهم إلى القتال فيه ثم يردونه إلى التحريم في سنة أخرى. كأنهم يستنسئون ذلك ويستقرضونه.
{لِيُواطِؤُا} أي ليوافقوا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللَّهُ يقول: إذا حرموا من الشهور عدد الشهور المحرمة لم يبالوا أن يحلّوا الحرام ويحرّموا الحلال.
38- {اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ} أراد تثاقلتم فأدغم التاء في الثاء، وأحدث الألف ليسكن ما بعدها. وأراد: قعدتم ولم تخرجوا وركنتم إلى المقام.
40- {فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ} السكينة: السكون والطمأنينة.
{عليه} قال قوم: على أبي بكر واحتجوا بأن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم، كان مطمئنا يقول لصاحبه: {لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا}، والمذعور صاحبه، فأنزل اللّه السكينة.
{وَأَيَّدَهُ} أي قواه بملائكة. قال الزهري: الغار في جبل يسمى ثورا ومكثا فيه ثلاثة أيام.
41- {انْفِرُوا خِفافًا وَثِقالًا} أي لينفر منكم من كان مخفا ومثقلا. والمخف: يجوز أن يكون: الخفيف الحال: ويكون: الخفيف الظهر من العيال. والمثقل: يجوز أن يكون: الغني. ويجوز أن يكون الكثير العيال.
ويجوز أن يكون المعنى شبابا وشيوخا. واللّه أعلم بما أراد. وقد ذهب المفسرون إلى نحو مما ذهبنا إليه.
42- {الشُّقَّةُ}: السّفر.
47- {ما زادُوكُمْ إِلَّا خَبالًا} أي شرا. والخبال والخبل: الفساد.
{وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ} من الوضع، وهو سرعة السير. يقال: وضع البعير وأوضعته إيضاعا. والوجيف: مثله.
و{خِلالَكُمْ} فيما بينكم.
{يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ} يعني الشرك.
{وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ} يعني المنافقين يسمعون ما يقولون ويقبلونه.
50- {إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ} أي ظفر.
{وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ} أي نكبة يفرحوا بها و{يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنا أَمْرَنا مِنْ قَبْلُ} أي أخذنا الوثيقة فلم نخرج.
52- {إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ}: الشهادة. والأخرى: الغنيمة.
57- {أَوْ مُدَّخَلًا} أي مدخلا يدخلونه.
{لَوَلَّوْا إِلَيْهِ} أي لرجعوا عنك إليه.
{وَهُمْ يَجْمَحُونَ} أي يسرعون روغانا عنك ومنه قيل: فرس جموح، إذا ذهب في عدوه فلم يثنه شيء.
58- {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ}: يعيبك ويطعن عليك.
يقال: همزت فلانا ولمزته. إذا اغتبته وعبته ومنه قوله تعالى: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} [الهمزة: 1].
60- {إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ} وهم ضعفاء الأحوال الذين لهم البلعة من العيش.
{وَالْمَساكِينِ}: الذين ليس لهم شيء. قال قتادة: الفقير: الذي به زمانة، والمسكين: الصحيح المحتاج.
{وَالْعامِلِينَ عَلَيْها} أي عمال الصدقة، وهم السّعادة.
{وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ}: الذين كان النبي صلّى اللّه عليه وسلم يتألّفهم على الإسلام.
{وَفِي الرِّقابِ} أي المكاتبين. أراد: فكّ الرّقاب من الرّق.
{وَالْغارِمِينَ} من عليه الدّين ولا يجد قضاء. وأصل الغرم: الخسران. ومنه قيل في الرهن: له غنمه وعليه غرمه. أي ريحه له وخسرانه أو هلاكه عليه. فكأن الغارم هو الذي خسر ماله. والخسران: النقصان.
ويكون الهلاك. قال اللّه عز وجل: {الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ} [سورة الزمر آية: 15، وسورة الشورى آية: 45].
وقد يشتق من الغرم اسم للهلاك خاصة. من ذلك قوله: {إِنَّ عَذابَها كانَ غَرامًا} [سورة الفرقان آية: 65] أي هلاكا. ومنه يقال: فلان مغرم بالنساء أي مهلك بهن. ويقال: ما أشد غرامه بالنساء وإغرامه، أي هلاكه بحبّهن.
61- {وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ} أي يقبل كل ما قيل له.
{قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ} أي يقبل منكم ما تقولون له خيرا لكم إن كان ذاك كما تقولون، ولكنه: {يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ} أي يصدّق اللّه ويصدق المؤمنين.
67- {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} أي تركوا أمر اللّه فتركهم.
69- {فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ} أي استمتعوا بنصيبهم من الآخرة في الدنيا.
70- {وَالْمُؤْتَفِكاتِ}: مدائن قوم لوط، لأنها ائتفكت، أي انقلبت.
73- {جاهِدِ الْكُفَّارَ} بالسيف {وَالْمُنافِقِينَ} بالقول الغليظ.
74- وقوله: {وَما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ} أي ليس ينقمون شيئا ولا يعرفون من اللّه إلّا الصنع الجميل، وهذا كقول الشاعر:
ما نقم الناس من أميّة إلّا ** أنهم يحلمون إن غضبوا

وأنهم سادة الملوك فلا ** تصلح إلّا عليهم العرب

وهذا ليس مما ينقم. وإنما أراد أن الناس لا ينقمون عليهم شيئا.
وكقول النابغة:
ولا عيب فيهم غير أنّ سيوفهم ** بهنّ فلول من قراع الكتائب

أي ليس فيهم عيب.
79- {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ} أي يعيبون المتطوعين بالصدقة.
{وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ} أي طاقتهم. والجهد الطاقة، والجهد: المشقة. يقال: فعلت ذاك بجهد. أي بمشقة.
{سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ} أي جزاهم جزاء السخرية.
83- {فَاقْعُدُوا مَعَ الْخالِفِينَ} واحدهم خالف، وهو من يخلف الرجل في ماله وبيته.
86- {اسْتَأْذَنَكَ أُولُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ} أي ذوو الغنى والسعة.
87- {رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ} يقال النساء. ويقال: هم خساس الناس وأدنياؤهم. يقال: فلان خالفة أهله: إذا كان دونهم.
90- {الْمُعَذِّرُونَ} هم الذين لا يجدّون، إنما يعرضون ما لا يريدون أن يفعلوه، يقال: عذّرت في الأمر إذا قصّرت، وأعذرت، حذّرت.
ويقال: المعذّرون هم المعتذرون. أدغمت التاء في الذال. ومن قرأ {المعذرون}. فإنه من أعذرت في الأمر.
98- {يَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ مَغْرَمًا} أي غرما وخسرانا.
{وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوائِرَ} دوائر الزمان بالمكروه. ودوائر الزمان: صروفه التي تأتي مرّة بالخير ومرّة بالشر.
99- {وَصَلَواتِ الرَّسُولِ}: دعاؤه.
وكذلك قوله: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} أي ادع لهم: {إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ} أي دعاؤك تثبيت لهم وطمأننينة.
101- {سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ} بالقتل والأسر. وقال الحسن: عذاب الدنيا وعذاب القبر.
104- {وَيَأْخُذُ الصَّدَقاتِ} أي يقبلها. ومثله: {خُذِ الْعَفْوَ} [سورة الأعراف آية: 199] أي أقبله.
106- {وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ} أي مؤخرون على أمره.
107- {مَسْجِدًا ضِرارًا} أي مضارّة.
{وَإِرْصادًا} أي ترقّبا بالعداوة، يقال: رصدته بالمكافاة أرصده، إذا ترقبته. وأرضدت له في العداوة. وقال أبو زيد: رصدته بالخير وغيره أرصده رصدا وأنا راصده، وأرصدت له بالخير وغيره إرصادا وأنا مرصد له.
وقال ابن الأعرابي: أرصدت له بالخير والشر جميعا بالألف.
109- {عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ} أي على حرف جرف هائر.
والجرف: ما ينجرف بالسيول من الأودية. والهائر: الساقط، ومنه يقال: تهوّر البناء: إذا سقط وانهار.
112- {السَّائِحُونَ}: الصائمون. وأصل السائح: الذاهب في الأرض. ومنه يقال: ماء سائح وسيح: إذا جرى وذهب. والسائح في الأرض ممتنع من الشهوات. فشبه الصائم به. لإمساكه في صومه عن المطعم والمشرب والنكاح.
114- (الأوّاه) المتأوّه حزنا وخوفا. قال المثقّب العبدي وذكر ناقته:
إذا قمت أرحلها بليل ** تأوّه آهة الرّجل الحزين

117- {يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ} أي: بما اتسعت.
يريد: ضاقت: تعدل وتميل عليهم مع سعتها.
118- {ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ} أي بما اتسعت. يريد: ضاقت عليهم مع سعتها.
{وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ} أي استيقنوا أن لا ينجيهم من اللّه ومن عذابه غيره شيء.
120- و(المخمصة): المجاعة. وهو الخمص.
122- {لِيَنْفِرُوا كَافَّةً} أي جميعا.
{فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ} أي هلّا نفر!
125- {فَزادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ} أي كفرا إلى كفرهم.
128- {عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ} أي شديد عليه ما أعنتكم وضركم. اهـ.